Portelli ville. منطقة طرزة

Estimated read time 1 min read
شارك المقال

Portelli ville. منطقة طرزة من معتمدية العلا من ولاية القيروان .

مدينة أثرية توجد تحت سفح جبل طرزة من الجهة الجنوبية لمعتمدية العلا من ولاية القيروان تعود إلى حقبة الاستعمار الفرنسي أنشأت من قبل الفرنسيين للإقامة بها نظرا لوجود منجم الرصاص التي نهبت ثرواته ولم يبق سواء أثار مساكن ومتاجر وبقايا لساعة عملاقة وكنيسة وداموس وبعض القبور التي نهبت من قبل العصابات الباحثة عن الكنوز.

المنطقة الأثرية معروفة باسم ‘المينة’ من قبل السكان المحليين ويرون أن المكان تتوفر فيه كل شروط النجاح لاستغلاله كمعلم تاريخي نظرا لطبيعته الخلابة والآثار، إلى جانب ‘عيون الماء’ لدعم السياحة الجبلية واستقطاب السياح ورواد المغاور خاصة وان في الجهة الشمالية للجبل يوجد ‘حمام طرزة’.

في حين يرى البعض الآخر إمكانية إعادة النظر في كمية الرصاص بالجبل ولما لا تشغيل المنجم من جديد لدفع المسار التنموي بالجهة ناهيك أن العلا تفتقر لأبسط مقومات العيش

أرشيفهم وتاريخنا

مناجم جبل طرزّة
من عدد يوم 24 أكتوبر عام 1918 من جريدة: “لا تونيزي إليستري”
(LA TUNISIE ILLUSTRÉE)
الّتي كانت تصدر عن السلطات الإستعماريّة الفرنسيّة(تونس المصوّرة).

أصل كلمة “طرزّة” ضاربٌ في غياهب التّاريخ. هنالك من يميل إلى القول بأنّ أصل التسمية يعود إلى “ستوتزاس”1* العدوّ اللّدود “لبيليساريوس” الّذين تنافسا على النّفوذ والسّلطة وتقاتلا طويلا في أحراش هذه المنطقة. فيما يعيد البعض الآخر أصل التّسمية إلى أسقف شهير اسمه “طروزّو” توجد إلى الآن قرية تحمل اسمه في منطقة “إيغليسياس” في جزيرة “ساردينيا” الإيطاليّة. ويبدو الاجتهاد الثّاني أقرب للحقيقة (*حسب رأي كاتب المقال طبعا ويحتاج إلى تدقيق واستقصاء في الوثائق التّريخيّة).
ومهما كان الأمر فإنّ الآثار المتناثرة إلى الشّمال من موقع جبل طرزّة تقيم الدّليل على أنّ الجهة كانت منطقة نفوذ استعماري روماني.
ففي الموضع الحاليّ للمدينة توجد آثار لمباني وأحواض سباحة وقنوات للإمداد بالمياه السّاخنة تقيم الدّليل على أنّ مدينة “طرزّة” الرّومانيّة كانت ذات شأن وأهميّة. وهنالك مؤشّرٌ جديٌّ آخر على الوجود الرّوماني في المنطقة يتمثّلُ في كثرة أشجار الزّيتون الألفيّة في المزارع المحيطة بقرية “العلاء” ، الّتي تشتهر ثمار “التّين الشوكي” الّتي تنمو فيها ، بمذاق فاخرٍ ومميّز.
لم يكتف الرّومان بالإستفادة من خصوبة أراضي السّهل ، وقاموا بعمليّات تنقيب ضخمة عن المعادن. والمغارات الموجودة في المكان تدلّ على استغلالهم لباطن الأرض.
الإنجاز الضّخم الملهم
أهميّة الآثار الّتي تحدّثنا عنها سابقا ، وضخامتها ، تجعلنا نستنتج أنّ الشّواهد الأثريّة على الأعمال الّتي قام بها الروّاد الرّومان في هذه المنطقة ، كانت الحافز الملهم والعامل الّذي ساهم بشدّة في شدّ أزر المستكشفين الحاليّين وتشجيعهم على المضيّ قدما وبثقة كبيرة في إمكانيّة مواصلة استغلال مناجم جبل “طرزّة”.
صاحب العزيمة الّتي لا تفتر “فرانسوا بورتيلّي” ، الّذي يتمتّع بسمعة ذي النظرة الثاقبة والرّجل واسع الإطّلاع ، لم يغضّ الطّرف عن العبر المستخلصة من التّاريخ.

وجسّد على أرض الواقع ما يمكن أن ينجزه عقل مثابر ومتّزن. لقد خاض نضالا يذكّرُ بنضال “هوميروس” ، ما جعله أهلا للجدارة والإستحقاق وجعل أعماله جديرة بالتّخليد. بقلب شغوف وروح توّاقة للإنجاز ، انكبّ السيّد بورتيلي على استكمال عمل الأسلاف الألمعيّين العباقرة (جمع ألمعي ، وقد تعني عبرقري).

*ستوتزاس:
Stotzas (باليونانية القديمة: Στότζας) هو جندي بيزنطي وزعيم للتّمرد العسكري في محافظة إفريقيا البريتورية في ثلاثينات القرن السادس ميلادية حوالي 530 ميلادي. حاول “ستوتزاس” تأسيس دولة مستقلة في شمال إفريقيا وتم اختياره قائدًا من قبل الجنود المتمردين. وكان قاب قوسين أو أدنى من الاستيلاء على قرطاج لكنّ “بيليساريوس” (en grec : Βελισάριος / Belisários ; en latin : Flavius Belisarius)
هزمه فهرب إلى نوميديا غربا. حيث أعاد تجميع قواته وحاول مرّة أخرى السيطرة على إفريقيا لكنّه هزم هذه المرّة من جيوش ، القائد الرّوماني جيرمانوس عام 537 ميلادي ، وهرب مع عدد من أنصاره إلى موريتانيا غربا.
*ملاحظة: يتبع…
*تعريب: لطفي المسعودي

صور أسامة الزايري

مقالات في نفس السياق

مقالات للكاتب