الحسد
إليك حكاية روسية: وجد مزارع مصباحًا سحريًّا. دعكه فخرج من العدم جني المصباح يعده أن يحقق له أمنية واحدة. فكر المزارع لوهلة. وقال أخيرًا: “لدى جاري بقرة وليس لديَّ واحدة. أتمنى أن تموت بقرته”.
على الرغم من سخافة هذا، فإنك قد تتفهم فعل المزارع. فلتعترف بذلك: لا بد أن فكرة مشابهة طرأت على ذهنك في مرحلة ما من حياتك. تخيل أن زميلك حصل على علاوة كبيرة، بينما مُنحت أنت قسيمة مشتريات هدية. ستشعر بالحسد، ويُنتج هذا سلسلة من السلوكيات غير العقلانية: ترفض مساعدته بعد الآن، وتدمر خططه ويمكنك حتى أن تثقب إطارات سيارته الفاخرة، وتفرح سرًّا عندما تُكسر ساقه في أثناء التزلج.
من بين كل المشاعر يبقى الحسد هو الأكثر غباء. لماذا؟ لأنه من السهل نسبيًّا إيقافه على العكس من الغضب أو الحزن أو الخوف.
كتب “بلزاك”: «الحسد هو أغبى الرذائل؛ لأنه لا توجد أي فائدة يمكن أن تجنيها منه». باختصار، الحسد هو أكثر أنواع الإطراء صدقًا، وبخلاف ذلك، إنه مضيعة للوقت. ثمة العديد من الأشياء التي تشعل الحسد: التملك أو المكانة أو الصحة أو الشباب أو الموهبة أو الشعبية أو الجمال. غالبًا ما يخلط بينه وبين الغيرة نظرًا لتماثل الاستجابة الجسدية. الفرق: موضوع الحسد هو شيء (المكانة، المال، الصحة، إلخ). أما موضوع الغيرة فهو سلوك شخص ثالث. يحتاج الحسد إلى شخصين، بينما تحتاج الغيرة إلى ثلاثة أشخاص: “بيتر” يغار من “سام” لأن جارته الجميلة معجبة بـ “سام” بدلًا منه.
من المفارقات أنه مع الحسد، نوجه مشاعر استيائنا تجاه من يماثلوننا بشكل كبير في العمر، والوظيفة والسكن. نحن لا نحسد أصحاب الأعمال من القرون الماضية، ولا نحسد النباتات أو الحيوانات، ولا نحسد أصحاب الملايين على الجهة الأخرى من الأرض، بل نحسد فقط أولئك الموجودين على الجهة الأخرى من المدينة. وككاتب، لا أحسد الموسيقيين أو المديرين أو أطباء الأسنان، لكني أحسد كُتَّابًا آخرين. وبصفتك مديراً تنفيذيًّا، تحسد مديرين تنفيذيين أكبر منك، وبصفتكِ عارضة أزياء تحسدين عارضات أزياء أكثر نجاحًا. كان أرسطو يعرف ذلك حين قال: صناع الفخار يحسدون صناع الفخار”.
هذا يقودنا إلى خطأ عملي تقليدي: لنفترض أن نجاحك المالي مكنك من الانتقال من أحد أحياء نيويورك الفقيرة إلى أحد الأحياء الراقية في الجانب الشمالي الشرقي من مانهاتن. ستستمتع في الأسابيع القليلة الأولى بأنك قريب من كل شيء ومن مدى انبهار أصدقائك بشقتك الجديدة وعنوانك الجديد. لكنك سرعان ما تدرك أن هناك شققًا ذات مستويات مختلفة كليًّا تحيط بك. فقد استعضت عن مجموعة أقرانك القدامى بمجموعة أكثر ثراءً. أشياء لم تكن تزعجك من قبل بدأت إزعاجك، والنتيجة هي الحسد والقلق حيال المكانة.
كيف تكبح الحسد ؟ أولًا ، توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين. ثانيًا، حاول أن تجد لنفسك “دائرة كفاءتك ” واملأها بنفسك.
في عالم اليوم، الحسد لم يعد ضروريًّا. إذا اشترى جاري سيارة فاخرة، فهذا لا يعني أنه أخذ مني شيئا
+ لعبة بناء قصة عشوائية أو سيناريو أو مسرحية
يتطوع المشارك الأول بوضع قواعد اللعبة مثال البداية ببعض الكلمات العشوائية وعلى باقي المشاركين التطوير في بناء قصة أوسيناريو أو مسرحية مترابطة -كل مشارك يعمل على التحسين