كيف يمكن وسط هذا التعقيد أن يصبح الإنسان سعيدا، وهل العالم معقد فعلا، أم أن هذا التعقيد نابع من ذاتنا، وهل يمكن أن تتغير نظرتنا إلى الحياة بشكل عام.
▪️ المسببات أم الغايات
يربط كل فرد ردود أفعاله أو أفعال أي شخص آخر بأسباب، سواء ذكريات أليمة أو عواطف، وذلك بناء على مبدأ السببية الذي يدعمه فرويد، فلا بد أن يكون لكل نتيجة سبب، لكن ألفرد في الجانب الآخر ينكر تأثير الماضي في الحاضر أو المستقبل،
ولا يستخف بتأثير العواطف لكنه يرى أن أي شخص يستطيع التحكم في عواطفه، وأننا نستخدم ذكريات الماضي وعواطفنا لتبرير غايات نريد تحقيقها في الحاضر، فقد يتعرض أكثر من شخص لنفس التجربة، ولكن يتخذون ردود أفعال مختلفة بناء على رغبات مختلفة في الحاضر.
مثال: هناك شخص يفضل العزلة في غرفته عن الانخراط داخل عمل جماعي، من وجهة نظر علم المسببات فهذا الشخص قد يكون تعرض للتنمر أو العنف الأسري في الماضي، لكن من وجهة نظر علم الغايات فهذا الشخص في الوقت الحاضر قد يكون فاقدا للثقة بالنفس وسبب عزلته هو الخوف ورغبته في عدم مواجهة المجتمع.
يرى مؤيدو علم الغايات أن علم المسببات لا يساعد الفرد على التقدم خطوة إلى الأمام، فبالنظر إلى الماضي يظل يتمنى لو ولد من جديد أو يبدأ في مقارنة ماضيه بماضي الآخرين ويرى أنه ضحية، لكن علم الغايات يرى أن نظرة الإنسان إلى العالم وإلى نفسه تنبع من داخله،
وأن الماضي لا قيمة له لأننا لا نستطيع السفر إليه عبر الزمن، وعلى الرغم من أن نظرتنا تتكون في بداية حياتنا دون وعي، لأنها تتأثر بالبيئة الأسرية، والهوية، والثقافة، والعرق، فيمكن تغييرها في الحاضر، إذ إن الجميع بلا استثناء يرغبون في التغيير وقادرون على ذلك،
لكنه يظل مجرد رغبة لأنهم يفضلون البقاء في منطقة الراحة، بدلا من مواجهة المجهول، فهذا الأمر يتطلب شجاعة للمواجهة وعدم السماح للنفس بخلق مبررات للانفعال، أو العزلة، أو التسويف.
▪️العلاقات البينشخصية
من ضمن المبررات التي يتم استخدامها لتفسير عدم القدرة على التغير، هو وجود شعور بالنقص، وأدلر يرى أن الجميع لديهم هذا الشعور، وأن رغبتنا للتخلص منه تحفزنا على السعي للتفوق، لكن المشكلة تكمن في أن البعض يتخلص منه بشكل مختلف،
حيث يكون هذا الشعور لديهم قويا ويتحول إلى عقدة، ويبدؤون في استخدامه كعذر، وإن لم يستطيعوا تحمل شعور عجزهم، تظهر حينها عقدة التفوق للتخلص من هذا الشعور، حيث يتقربون من أشخاص ناجحين ليوهموا من حولهم أنهم ناجحون أو يبدؤون في التباهي بإنجازات الماضي أو بالمحن التي مروا بها.
▪️الحرية
عند وجود مشكلة في أي علاقة، كوجود مدير ساخط دائمًا على الرغم من عدم وجود سبب لذلك السخط، نقع في خطأ أن خروج المدير من حالة السخط، هي مهمتنا حيث نحاول إرضاءه بشتى الطرق، لكن في الواقع هذه مهمته، ومهمتنا هي أن نقوم بعملنا على أكمل وجه، فنعم
السلوك الإنساني يفرض علينا التناغم مع المجتمع، لكن يفرض علينا أيضًا الاستقلال بالذات، فمهما أخذ من حولنا صورة عنا وإن كانت خاطئة، فليست مهمتنا أن نوضح لهم الأمر، إن تطلَّع أحدهم أن نُقدم على خطوة، لم ننوِ الإقدام عليها، فهذه أيضًا ليست مهمتنا، وعلينا أن نفصل بين المهام،
فمهمة من حولنا أن يُرشدونا، لكن مهمتنا أن نتخذ الطريق المناسب حتى وإن كانت عكس تطلُّعاتهم، والعكس صحيح.
▪️الشعور الجماعي
تظهر الآن معادلة صعبة، حيث يوجهنا سلوكنا الإنساني إلى التناغم مع أفراد المجتمع وفي نفس الوقت الفصل بين مهامنا ومهامهم، قد نشعر أن هناك تناقضا ولكن هذا غير صحيح، فنحن كائنات اجتماعية، تحتاج إلى ملجأ، لتشعر فيه بالانتماء،
ولدينا عدة مجتمعات (المدرسة، العمل، الأسرة…)، ومن وجهة نظر أدلر، نحن لا ننتمي فقط إلى تلك المجتمعات الصغيرة، بل إلى الكون كله، فإذا لم نستطِع التناغم مع أحد في أحد المجتمعات، فهناك مجتمعات أخرى، لذا لا ينبغي أن نرى أن مقر العمل أو المدرسة هو كل شيء.
▪️ ما قبل الشعور الجماعي
أشرنا إلى أن المساهمة من أجل الغير تجعلنا نشعر بقيمتنا الذاتية، ولنسهم من أجل الغير علينا أن ننظر إلى من حولنا كرفاق وليس كأعداء، ولننظر إليهم كرفاق علينا أن نثق بهم، وأن تكون ثقتنا بهم غير مشروطة، لأن الشعور بالشك تجاه الآخرين ينتقل إليهم ويفسد العلاقة،
كما أن الشك يجعلنا ننظر إلى كل تصرف صادر من الطرف الآخر في العلاقة كدليل على استغلاله لنا وخداعه، ولنثق بالآخرين نحتاج إلى الشجاعة لتجاوز الخوف من الاستغلال، وهذه الشجاعة نابعة من تقبل الذات، فالشخص المتقبل لذاته يعلم ما يمكنه فعله وما لا يمكنه فعله،
وبالتالي يدرك أن الاستغلال هو فعل يصدر من الآخرين ولا نملك أي سيطرة لكبحه
+ لعبة بناء قصة عشوائية أو سيناريو أو مسرحية
يتطوع المشارك الأول بوضع قواعد اللعبة مثال البداية ببعض الكلمات العشوائية وعلى باقي المشاركين التطوير في بناء قصة أوسيناريو أو مسرحية مترابطة -كل مشارك يعمل على التحسين