من أين يأتي المبدعون بالأفكار دائمًا؟ وهل هم مبدعون بسبب الوراثة أم لأنهم يمتلكون قدرات ذهنية عالية؟
وهل يعتبر الإبداع ملَكة وموهبة لقلة من الناس أم يعتبر جهدًا مكتسبًا؟
هذا الكتاب الرائع يجيب على كل هذه التساؤلات.
يعِدُنا الكاتب أننا سنتمكن من الإتيان بأفكار جديدة حتى لو كانت أذهاننا مجهدة وعاجزة عن التفكير دون وجود مصدر دائم للإلهام، وحتى إن كنت مبدعًا بالأساس سيساعدك الكتاب على توليد الأفكار في حالات الركود الذهني.
سنتعلم مع هذا الكتاب عن ماهية الإبداع والأفكار، وكيف نكتسب مهارة توليد الأفكار ونطورها يومًا بعد يوم، دون الحاجة إلى موارد معينة أو ظروف مناسبة، ومع بعض الخطوات العملية لتحويل الفكرة إلى واقع ملموس.
|• ملَكَةُ الإبداع
سنقدم بعض الدلائل على أننا مبدعون بالفطرة، فالأحلام التي نراها كل يوم تستنفد منا طاقة إبداعية، وتحدث بها أشياء كثيرة في وقت واحد يستحيل حدوثها في الحياة الحقيقية، وكذلك عندما كنّا أطفالًا وكان لدينا أصدقاء وهميون، وتخيل الكثير من القصص التي لم تحدث،
لذلك تعد صفة الإبداع والخروج عن المألوف أمرًا طبيعيًّا بالسنين المبكرة رغم افتقار الأطفال للخبرة والجانب التقني، ثم تبدأ هذه المهارة بالاضمحلال أو أخذ منحى آخر مع التقدم بالعمر، والإبداع الحقيقي ينشأ عند دمج طريقة تفكير الكبار بطريقة تفكير الأطفال.
وملكة الإبداع كأي مهارة تزيد وتنقص، وتتأثر بالعوامل والسلوك، فمع الأسف قد يرجع تدهور ملكة الإبداع عند الأطفال إلى تقليل أغلب المدارس للمواد الإبداعية مثل الرسم، أو إلغاء الفسحة لأنها لا تؤثر في التحصيل العلمي، وبذلك لا تكون أمام الأطفال أي فرصة لاستعراض مواهبهم
وكذلك في بيئة العمل الحديثة يُفضَّل اتباع الموظفين للأنظمة التي أثبتت كفاءتها، بدلًا من التفكير فـي الإتيان بنظام جديد، أو ربما يخاف الموظف أن يأتي بفكرة جديدة خشية مقاومة تغير النمط المعتاد، أو أن يتم اعتبارها تهديدًا لسلطة المدير.
وذلك غير السلوكيات الخاطئة التي نتبعها يوميًّا، مثل ثقافة البحث عن الحلول السهلة الجاهـزة واستهلاك الأشياء دون النظر إلى كيفية صُنعها أو صُنع شيء مشابه لها، أو حتى صنع أي شيء نحتاج إليه بأنفسنا، ثم نأتي إلى سلوك الاستعجال في أثناء التعلم،
وعدم إعطاء النفس فرصة التفكير في إجابات الأسئلة التي لدينا، بل البحث عن إجابة سريعة لها بجوجل، فنعتاد عدم التفكير وتضييق نطاق الأفكار حسب نتائج البحث.
||• أهمية الإبداع
ربما تبادرت إلى ذهنك بعض الأسئلة مثل: ما الذي يحملنا على تعلم طرق الإبداع؟ وهل نحن بحاجة إلى أن نكون أشخاصًا ذوي أفكار مبدعة أم أنه لا ضير من الاتباع والتقليد؟
لذلك سوف نتحدث عن فوائد الإبداع، التي نجدها في أمور عدة، والتي تختلف أيضًا من شخص إلى آخر،
وأغلبها تساعد في تطوير الذات وتنميتها، لنبدأ بأول فائدة وهي أن
📍الإبداع يسبب الشعور بالمتعة، وهو شعور مختلف عن المتعة التي نحصل عليها من مشاهدة الأفلام أو اللعب أو الأمور الأخرى، لأنك في هذه الحالة مَنْ يقدم الشيء الجديد المختلف الذي سيستمتع أو يستفيد به الناس
.
📍الفائدة الثانية فهي أن الإبداع يساعد على القضاء على الملل، سواء في حالة توافر كل الاحتياجات الأساسية أو حتى في الظروف القاسية.
📍 الفائدة الثالثة فهي تحقيق التطور المهني، فالموظفون الأكثر إبداعًا وإتيانًا بأفكار جديدة يتطور أداؤهم وتزداد فرص ترقيهم في العمل،
وحتى إن كانت بيئة العمل قمعية ليست مُشجعة على الإبداع، فيمكنك التخلص من تلك القيود بالإبداع، وإن كانت كل الطرق غير ملائمة فيستحسن أن تختار طريقًا آخر يساعدك على تحقيق أفكارك المبدعة
📍 الفائدة الأخيرة فهي حل المُشكلات التي تخصنا والتي يجب فيها الاعتماد على النفس حين لا تتوافر الوسائل والأدوات التي نحتاج إليها، فنأتي بحلول جديدة تناسب حالة الموقف بدلًا من الاستسلام.
||• حول الأفكار
التفكير والإبداع ملكة وهبها الله للناس جميعًا، وعلى الرغم من ذلك فسنجد أن الناس يندرجون تحت قسمين مختلفين للتفكير، أولهما التفكير التحليلي أو المنطقي، وهذا القسم نعتمد عليه بكثرة في النظم التعليمية، أما القسم الثاني فهو التفكير الإبداعي
وهو مثل التفكير المنطقي يحتاج إلى الممارسة، ونجد نوع التفكير الإبداعي بمفهومه الواسع عند الأطفال.
ولكي نستطيع تقييم الأفكار هل هي مبدعة أم لا، علينا أولًا أن نهدم مفهومًا خاطئًا حولها، إذ يظن البعض أن الأفكار لا قيمة لها.
وذلك بحجة أن كل الناس بمختلف صفاتهم لديهم أفكار حتى البسطاء منهم، ونادرًا ما نجد أن أحدًا منهم قد طبق فكرته بل يرضون بالأفكار التقليدية، ورغم صحة هذه الحجة فإن ذلك يعطي قيمة أكبر للشخص الذي أتى بفكرة جديدة وحولها إلى واقع دون وجود أي منافسة حقيقية
أما الحجة الثانية أن معظم أفكار الناس رغم كثرتها ليست جيدة ومصيرها الفشل، وهذا صحيح، بل وينطبق حتى على العباقرة، ولكن الغرض من التفكير الإبداعي ليس المجيء بأفكار كلها رائعة وقابلة للتحقيق، بل من الطبيعي أن نأتي مثلًا بمئة فكرة، ولا نطبق منها إلا اثنتين فقط.
||• عملية التفكير الإبداعي
رحلة الإبداع ونجاح أي فكرة تحتاج إلى الكثير من الجهد، أكبر من الجهد المطلوب للإتيان بالفكرة نفسها، لذا نحن نحتاج إلى مجموعة من الخطوات والمراحل العملية لتحويل الفكرة إلى واقع ملموس
- أول تلك المراحل هي تجميع الأفكار، ولكن يسبقها تحديد الغرض ووضع هدف عام.
- أما المرحلة الثانية، فهي النظر في أبعاد الأفكار المطروحة، وانتقاء المناسب منها.
- وأما المرحلة الثالثة، فهي تجريب الأفكار، هناك أكثر من طريقة للتجريب تبعًا لمناسبة الأهداف أو المجال
- طرق توليد الأفكار
لا توجد آلة سحرية تولد أفكارًا عبقرية، وأغلبنا في الأصل يمتلك طاقة إبداعية غير مستغلة، لذلك سنذكر بعض الطرق التي جربها الكاتب مجتمعة، واستطاع بها الإتيان بالآلاف من الأفكار، ومع المران ستتحسن قدرتنا الإبداعية وستتحسن معها جودة الأفكار
أول طريقة هي الحروف الأبجدية، وهى تسير على النحو الآتي: نستدعي من ذاكرتنا الحروف الأبجدية حرفًا حرفًا، وكلما استرجعنا حرفًا جئنا بفكرة جديدة تبدأ بذلك الحرف، ولا يشترط أخذ الحروف بالترتيب، ويمكن تجنب الحروف الصعبة مثل الضاد، لنأخذ مثالًا على ذلك،
لنتخيل أننا كنا نستقل طائرة وسقطت على جزيرة مهجورة، ونحاول أن نأتي بأفكار تساعدنا على العودة إلى المنزل، سنفكر بحرف الألف وربما ترد على أذهاننا كلمة “أداة حديدية” تعيننا على فتح صناديق الطائرة
وبعد ذلك كلمة “بطل” التي تبدأ بحرف الباء ونستلهم منها أننا يجب ألا نستسلم ونتحلى بالشجاعة، وهكذا.
نأتي للطريقة الثانية، وهي مناسبة لحالات الانغلاق الذهني التي تنشأ عادة بسبب عدم تبلور الأفكار أو ربما المبالغة في تقييم الأفكار كأنها معاقبة للنفس إن لم تكن الفكرة جديدة ومبدعة
والطريقة تعتمد على أن تأتي بأسوأ فكرة ممكنة عمدًا.
قد تستغرب الطريقة وتجدها مضحكة، ولكن من خلال هذا المثال ستعرف فائدتها، لنفترض أنك ستضع تصميمًا لمجموعة من الحُلي الجديدة، ما هي أسوأ الأفكار لحلي لا يرغب أحد بالتزين بها.
ربما نصمم إكسسورات من مادة الفحم أو من الزئبق السام.
قد تكون أفكارًا غريبة ولكن لها أثرًا في إعادة الثقة بالنفس، وتعتبر تمرينًا لاجتياز حالة الانغلاق الذهني، ويمكن أن يكتب لها النجاح، فماذا لو استلهمنا من فكرة الفحم أن نصنع حُليًّا ذات لون أسود
أو أن نصنع حليًّا من الزئبق فعلًا ولكن نجعلها آمنة للاستخدام.
والآن مع آخر طريقة سنتناولها، وهي الإتيان بأفكار عشوائية.
+ لعبة بناء قصة عشوائية أو سيناريو أو مسرحية
يتطوع المشارك الأول بوضع قواعد اللعبة مثال البداية ببعض الكلمات العشوائية وعلى باقي المشاركين التطوير في بناء قصة أوسيناريو أو مسرحية مترابطة -كل مشارك يعمل على التحسين